دراسة صينية: تغير المناخ يهدد جودة الأرز في شرق آسيا

دراسة صينية: تغير المناخ يهدد جودة الأرز في شرق آسيا
زراعة الأرز

 

كشفت دراسة علمية حديثة نشرت الجمعة أن تغير المناخ يتسبب في انخفاض جودة الأرز في شرق آسيا، حيث وُجد أن درجات الحرارة المرتفعة ليلاً تلعب دوراً رئيسياً في هذا التدهور.

تأثير الاحتباس الحراري

أوضحت نتائج الدراسة والتي جاءت في دورية Geophysical Research Letters وقادها الدكتور شيانفينج ليو من جامعة شنشي العادية في الصين، مدى تأثير الاحتباس الحراري على الأرز، وهو غذاء أساسي لمليارات البشر، باستخدام بيانات استمرت 35 عاماً من اليابان والصين، حلل الباحثون عوامل المناخ التي تؤثر على "معدل نمو الأرز"، وهو مؤشر يعتمد على نسبة الحبوب السليمة بعد الطحن.

أرز أقل جودة

وجدت الدراسة أن ارتفاع درجات الحرارة ليلاً هو العامل الرئيسي وراء انخفاض جودة الأرز، ففي اليابان، بدأ تراجع الجودة عندما تجاوزت درجات الحرارة الليلية 12 درجة مئوية، بينما في الصين كان الحد 18 درجة مئوية، تؤدي هذه الليالي الدافئة خلال مرحلتي الإزهار ونمو الحبوب إلى إعاقة عملية التمثيل الضوئي وتراكم النشا، مما يزيد من كسر الحبوب أثناء المعالجة.

عوامل أخرى تؤثر على الإنتاج

وأوضحت الدراسة أنه إلى جانب الحرارة، لعب الإشعاع الشمسي دوراً ثانياً في التأثير على الأرز، حيث ارتبطت المستويات العالية منه بانخفاض معدلات الرطوبة الجوية، كما أسهمت عوامل أخرى مثل انخفاض هطول الأمطار وزيادة العجز في ضغط البخار أثناء النهار في هذا التدهور.

توقعات بانخفاض الإنتاج وجودة المحصول

تشير التقديرات إلى أن جودة الأرز ستتدهور بشكل أكبر في ظل سيناريوهات انبعاثات غازات الاحتباس الحراري المعتدلة والعالية، قد ينخفض ​​معدل الإنتاج بنسبة تصل إلى 1.5% في اليابان و5% في الصين بحلول عام 2100، مع تصاعد التأثير بعد عام 2050، وتواجه المناطق الجنوبية الأقرب إلى خط الاستواء تحديات أكبر بسبب تعرضها لليالي الأكثر دفئاً.

تداعيات على الأمن الغذائي العالمي

تثير هذه النتائج قلقاً حول قدرة أصناف الأرز على التكيف مع تغير المناخ، حيث يُحتمل أن تعاني المناطق الجنوبية من الصين، وهي مناطق رئيسية لزراعة الأرز، من تأثيرات كبيرة على الأمن الغذائي، مما قد يؤدي إلى تداعيات اقتصادية واجتماعية خطيرة. 

تؤكد الدراسة الحاجة إلى تطوير ممارسات زراعية مستدامة وأصناف مقاومة للمناخ لضمان استمرار الإمدادات الغذائية.

التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الطقس القارس والفيضانات القوية والمفاجئة وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية  وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية